نبكي لسببين، حسبما يقول علماء وظائف الأعضاء، الذين درسوا آليات الدموع. نبكي استجابة لاعتداء ذي طبيعة فيزيائية أو كيميائية. وأيضاً من أجل أن نخفف توترنا حينما ننفعل.
في الحالة الأولى، تفيد الدموع في التخلص من جسم غريب على سطح العين، وفي تخفيف تأثير مادة مهيجة. إذا كان البصل يدمع عيوننا حين نقشره، فلأنه يحوي أنزيماً (جزيئاً بروتينياً) يطلق غازاً مهيجاً لقرنية العين. البرد أيضاً يهيج سطح القرنية، فتدفئها حينذاك الدموع، التي تقترب حرارتها من حرارة الجسم. وفي حال الإصابة بالحمى، يرطب البكاء الدامع العين الجافة هذه المرة. هذا ما يتعلق بالأسباب الفيزيائية.
الدموع التي يسببها الحزن، والألم، والفرح، والغضب.. هي أيضاً حدثٌ مُنعكِسٌ، أي أن مصدره التنبيه العصبي. وشاهد ذلك العبارات التي نستخدمها عادة، مثل "انهار باكياً"، و"انفجر في البكاء"، و"سفك دموع الفرح" و"ضحك حتى دمعت عيناه".. أحياناً يكون البكاء مسرحياً، ويترافق بإشارات وإيماءات، وحركات، وإطلاق أصوات وأداء أدوار. ويحدث كل شيء كما لو أن تقاسم الانفعالات اجتماعياً هو الشرط الحتمي من أجل التمكن من التهدئة والاطمئنان. وإذا عرفنا أن الرضع يبكون بلا دموع، ما دامت وظيفة التواصل لم تنشأ بعد عندهم، فذاك يشير إلى أنه ربما كان للدموع هذه الوظيفة.
يشار أيضاً إلى أننا لا نبكي بعد أن نكون قد بكينا
_________________